ان نطفة الرجل بيضاء غليظه ، وان نطفة المرأة حمراء رقيقة ؟ فأيتهما غلبت صاحبتها كانت لها الشبه قالوا : اللهم نعم ، قالوا : فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة ، قال : أنشدكم بالله هل تعلمون ان أحب الطعام والشراب إليه لحوم الإبل وألبانها ؟ فاشتكى شكوى ، فلما عافاه الله منها حرمها على نفسه ليشكر الله به ، قالوا : اللهم نعم . قالوا : أخبرنا عن نومك كيف هو ؟ قال : أنشدكم بالله هل تعلمون من صفه هذا الرجل الذي تزعمون إني لست به تنام عينه وقلبه يقظان ؟ قالوا : اللهم نعم : قال : وكذا نومي . قالوا : فأخبرنا عن الروح ، قال : أنشدكم بالله هل تعلمون انه جبرئيل عليه السلام ؟ قالوا : اللهم نعم ، وهو الذي يأتيك وهو لنا عدو ، وهو ملك انما يأتي بالغلظة وشده الامر ، ولولا ذلك لاتبعناك فأنزل الله تعالى : " قل من كان عدوا لجبريل " ( 1 ) إلى قوله " أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم " ( 2 ) فصل - 11 - 399 - وعن ابن حامد ، حدثنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله ، حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا محمد بن سعيد الأصفهاني ، حدثنا شريك ، عن سماك ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال : بم اعرف انك رسول الله ؟ قال : أرأيت ان دعوت هذا العذق من هذه النخلة فأتاني أتشهد إني رسول الله ؟ قال : نعم ، قال : فدعا العذق ينزل من النخلة حتى سقط على الأرض ، فجعل يبقر حتى اتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قال : ارجع فرجع حتى عاد إلى مكانه ، فقال : اشهد انك لرسول الله وآمن فخرج العامري يقول : يا آل عامر بن صعصعه والله لا أكذبه بشئ ابدا . وكان رجل من بنى هاشم يقال له : ركانة ، وكان كافرا من افتك الناس يرعى غنما له بواد يقال له : وادى إضم ( 3 ) : فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذلك الوادي فلقيه ركانة ، فقال : لولا
1 - سورة البقرة : 97 - 100 . 2 - بحار الأنوار 9 / 307 ، برقم : 9 وإلى قوله : كان لها الشبهة ؟ قالوا : اللهم نعم في 60 / 366 ، برقم : 64 . 3 - اضم كحلب - أو - كعنب : اسم ماء ، أو واد في الحجاز - أو - حبل في المدينة .