نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 92
ولهذا لما سأل كفار قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرد عنه ضعفاء المؤمنين ، كعمار وصهيب وبلال وخباب وأشباههم ، نهاه الله عن ذلك ، كما بيناه في سورتي الانعام والكهف . " ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك " أي بل أنا عبد رسول ، لا أعلم من علم الله إلا ما أعلمني به ، ولا أقدر إلا على ما أقدرني عليه ، ولا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله . " ولا أقول للذين تزدري أعينكم " يعنى من أتباعه " لن يؤتيهم الله خيرا ، الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين " أي لا اشهد عليهم بأنهم لا خير لهم عند الله يوم القيامة ، الله أعلم بهم وسيجازيهم على ما في نفوسهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، كما قالوا في المواضع الاخر : " أنؤمن لك واتبعك الأرذلون * قال وما علمي بما كانوا يعملون * إن حسابهم إلا على ربى لو تشعرون * وما أنا بطارد المؤمنين * إن أنا إلا نذير مبين " . * * * وقد تطاول الزمان والمجادلة بينه وبينهم كما قال تعالى : " فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون " أي ومع هذه المدة الطويلة فما آمن به إلا القليل منهم . وكان كلما انقرض جيل وصوا من بعدهم بعدم الايمان به ومحاربته ومخالفته . وكان الوالد إذا بلغ ولده وعقل عنه كلامه ، وصاه فيما بينه وبينه ، ألا يؤمن بنوح أبدا ما عاش ودائما ما بقى .
92
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 92