نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 9
سيرين : أول من قاس إبليس ، وما عبدت الشمس و [ لا ] [1] القمر إلا بالمقاييس ، رواهما ابن جرير . ومعنى هذا أنه نظر نفسه بطريق المقايسة بينه وبين آدم ، فرأى نفسه أشرف من آدم فامتنع من السجود له ، مع وجود الامر له ولسائر الملائكة بالسجود . والقياس إذا كان مقابلا بالنص كان فاسد الاعتبار . ثم هو فاسد في نفسه ، فإن الطين أنفع وخير من النار ، لان الطين فيه الرزانة والحلم والأناة والنمو ، والنار فيها الطيش والخفة والسرعة والاحراق . ثم آدم شرفه الله بخلقه له بيده ونفخه فيه من روحه ، ولهذا أمر الملائكة بالسجود له ، كما قال : " وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون . فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين . فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين . قال : يا إبليس مالك ألا تكون مع الساجدين قال : لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون قال : فاخرج منها فإنك رجيم . وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين " استحق هذا من الله تعالى لأنه استلزم تنقصه لآدم وازدراءه به وترفعه عليه مخالفة الامر الإلهي ، ومعاندة الحق في النص على آدم على التعيين . وشرع في الاعتذار بما لا يجدى عنه شيئا ، وكان اعتذاره أشد من ذنبه كما قال تعالى في سورة سبحان : " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا ؟ قال أرأيتك هذا الذي كرمت على لئن أخرتني إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته إلا قليلا . قال اذهب فمن تبعك