نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 56
إلى مكة ، واستحفظ السماوات على بنيه فأبين ، والأرضين والجبال فأبين ، فتقبل قابيل بحفظ ذلك . فلما ذهب قربا قربانهما ; فقرب هابيل جذعة سمينة ، وكان صاحب غنم ، وقرب قابيل حزمة من زرع من درئ زرعه ، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل ، فغضب وقال : لأقتلنك حتى لا تنكح أختي ، فقال : إنما يتقبل الله من المتقين . وروى عن ابن عباس من وجوه أخر ، وعن عبد الله بن عمرو . وقال عبد الله بن عمرو ، وأيم الله إن كان المقتول لاشد الرجلين ، ولكن منعه التحرج أن يبسط إليه يده ! وذكر أبو جعفر الباقر أن آدم كان مباشرا لتقريبهما القربان والتقبل من هابيل دون قابيل ، فقال قابيل لآدم : إنما تقبل منه لأنك دعوت له ولم تدع لي . وتوعد أخاه فيما بينه وبينه . فلما كان ذات ليلة أبطأ هابيل في الرعى ، فبعث آدم أخاه قابيل لينظر ما أبطأ به [1] ، فلما ذهب إذا هو به ، فقال له : تقبل منك ولم يتقبل منى . فقال : إنما يتقبل الله من المتقين . فغضب قابيل عندها وضربه بحديدة كانت معه فقتله . وقيل : إنه إنما قتله بصخرة رماها على رأسه وهو نائم فشدخته . وقيل : بل خنقه خنقا شديدا وعضه كما تفعل السباع فمات والله أعلم . وقوله له لما توعده بالقتل : " لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ، ما أنا بباسط