نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 5
فإنك رجيم * وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين * قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين * قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين * قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين * إن هو إلا ذكر للعالمين * ولتعلمن نبأه بعد حين [1] " . * * * فهذا ذكر هذه القصة من مواضع متفرقة من القرآن ، وقد تكلمنا على ذلك كله في التفسير ، ولنذكرها هنا مضمون ما دلت عليه هذه الآيات الكريمات ، وما يتعلق بها من الأحاديث الواردة في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالله المستعان . فأخبر تعالى أنه خاطب الملائكة قائلا لهم : " إني جاعل في الأرض خليفة " أعلم بما يريد أن يخلق من آدم وذريته الذين يخلف بعضهم بعضا كما قال : " وهو الذي جعلكم خلائف الأرض " [ وقال : " ويجعلكم خلفاء الأرض " ] [2] فأخبرهم بذلك على سبيل التنويه بخلق آدم وذريته ، كما يخبر بالامر العظيم قبل كونه ، فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمة لا على وجه الاعتراض والتنقص [3] لبنى آدم والحسد لهم ، كما قد يتوهمه بعض جهلة المفسرين ، قالوا : " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟ " . قيل علموا أن ذلك كائن بما رأوا ممن كان قبل آدم من الجن والبن [4] . قاله قتادة .
[1] سورة ص . [2] سقطت من المطبوعة . [3] ا : والنقص . [4] كذا ، ولعلها الحن ، وهم طائفة من الجن وقيل ضعفتهم .
5
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 5