responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 387


من أرض الموصل ، فدعاهم إلى الله عز وجل ، فكذبوه وتمردوا على كفرهم وعنادهم ، فلما طال ذلك عليه من أمرهم خرج من بين أظهرهم ، ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث .
قال ابن مسعود ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة ، وغير واحد من السلف والخلف : فلما خرج من بين ظهرانيهم ، وتحققوا نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة ، وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم ، فلبسوا المسوح وفرقوا بين كل بهيمة وولدها ، ثم عجوا إلى الله عز وجل ، وصرخوا وتضرعوا إليه ، وتمسكنوا لديه ، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات . وجأرت الانعام والدواب والمواشي ، فرغت الإبل وفصلانها ، وخارت البقر وأولادها ، وثغت الغنم وحملانها وكانت ساعة عظيمة هائلة .
فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته ، عنهم العذاب الذي كان قد اتصل بهم سببه ، ودار على رؤوسهم كقطع الليل المظلم .
ولهذا قال تعالى : " فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها " أي هلا وجدت فيما سلف من القرون قرية آمنت بكمالها ، فدل على أنه لم يقع ذلك ، بل كما قال تعالى : " وما أرسلنا في قرية من نبي إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون " . وقوله : " إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين " أي آمنوا بكمالهم .
وقد اختلف المفسرون : هل ينفعهم هذا الايمان في الدار الآخرة ، فينقذهم من العذاب الأخروي كما أنقذهم من العذاب الدنيوي ؟ على قولين :

387

نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست