نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 304
الملائكة ، وأصبح يعقوب وهو يعرج من رجله . فلذلك لا يأكل بنو إسرائيل عرق النساء ! ورفع يعقوب عينيه فإذا أخوه عيصو قد أقبل في أربعمائة راجل ، فتقدم أمام أهله . فلما أرى أخاه العيص سجد له سبع مرات ، وكانت هذه تحيتهم في ذلك الزمان . وكان مشروعا لهم ; كما سجدت الملائكة لآدم تحية [ له [1] ] وكما سجد إخوة يوسف وأبواه له كما سيأتي . فلما رآه العيص تقدم إليه واحتضنه وقبله وبكى ، ورفع العيص عينيه ونظر إلى النساء والصبيان فقال : من أين لك هؤلاء ؟ فقال : هؤلاء الذين وهب الله لعبدك ، فدنت الأمتان وبنوهما فسجدوا له . ودنت " ليا " وبنوها فسجدوا له . ودنت " راحيل " وابنها يوسف فخرا سجدا له . وعرض عليه أن يقبل هديته وألح عليه فقبلها . ورجع العيص فتقدم أمامه ، ولحقه يعقوب بأهله وما معه من الانعام والمواشي والعبيد قاصدين جبال " ساعير " . فلما مر بساحور ابتنى له بيتا ، ولدوا به ضلالا ، ثم مر على أورشليم قرية شخيم فنزل قبل [2] القرية ، واشترى مزرعة شخيم ابن جمور بمائة نعجة ، فضرب هنالك فسطاطه ، وابتنى ثم مذبحا فسماه " إيل " إله إسرائيل وأمره الله ببنائه ليستعلن له فيه . وهو بيت المقدس اليوم ، الذي جدده بعد ذلك سليمان بن داود عليهما السلام : وهو مكان الصخرة التي علمها بوضع الدهن عليها قبل ذلك ، كما ذكرنا أولا .