نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 249
ذكر وفاة إبراهيم الخليل وما قيل في عمره ذكر ابن جرير في تاريخه : أن مولده كان في زمن النمرود بن كنعان ، وهو - فيما قيل - الضحاك الملك المشهور ، الذي يقال إنه ملك ألف سنة ، وكان في غاية الغشم والظلم . وذكر بعضهم أنه من بنى راسب الذين بعث إليهم نوح عليه السلام ، وأنه كان إذ ذاك ملك الدنيا ، وذكروا أنه طلع نجم أخفى ضوء الشمس والقمر ، فهال ذلك أهل ذلك الزمان وفزع النمرود ، فجمع الكهنة والمنجمين وسألهم عن ذلك ، فقالوا : يولد مولود في رعيتك يكون زوال ملكك على يديه . فأمر عند ذلك بمنع الرجال عن النساء ، وأن يقتل المولودون من ذلك الحين ، فكان مولد إبراهيم [ الخليل [1] ] في ذلك الحين ، فحماه الله عز وجل وصانه من كيد الفجار ، وشب شبابا باهرا وأنبته الله نباتا حسنا ، حتى كان من أمره ما تقدم . وكان مولده بالسوس ، وقيل ببابل ، وقيل بالسواد من ناحية كوثى [2] . وتقدم عن ابن عباس أنه ولد ببرزة شرقي دمشق . فلما أهلك الله نمرود على يديه هاجر إلى حران ، ثم إلى أرض الشام ، وأقام ببلاد إيليا كما ذكرنا . وولد له إسماعيل وإسحق . وماتت سارة قبله بقرية حبرون التي في أرض كنعان ، ولها من العمر مائة وسبع وعشرون سنة فيما ذكر أهل الكتاب . فخزن عليها إبراهيم عليه السلام ، ورثاها رحمها الله ، واشترى