نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 234
فمدح إبراهيم أباه مدحة عظيمة في هذا السياق ، ودل كلامه على أنه أفضل الخلائق بعده عند الخلاق ، في هذه الحياة الدنيا ويوم يكشف عن ساق . وقال البخاري : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن منصور عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : " إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحق : أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة " . ورواه أهل السنن من حديث منصور به . وقال تعالى : " وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحيى الموتى ؟ قال أو لم تؤمن ؟ قال بلى . ولكن ليطمئن قلبي ، قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا ، واعلم أن الله عزيز حكيم " [1] . ذكر المفسرون لهذا [ السؤال ] [2] أسبابا بسطناها في التفسير وقررناها بأتم تقرير . والحاصل : أن الله عز وجل أجابه إلى ما سأل ، فأمره أن يعمد إلى أربعة من الطيور . واختلفوا في تعيينها على أقوال ، والمقصود حاصل على كل تقدير ، فأمره أن يمزق لحومهن وريشهن ، ويخلط ذلك بعضه في بعض ، ثم يقسمه قسما ويجعل على كل جبل منهن جزءا ففعل ما أمر به . ثم أمر أن يدعوهن بإذن ربهن ، فلما دعاهن جعل كل عضو يطير إلى صاحبه ، وكل