نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 181
فعند ذلك قال لهم الخليل عليه السلام : " أفتعبدون من دون الله حالا ينفعكم شيئا ولا يضركم ، أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ؟ " . كما قال : " فأقبلوا إليه يزفون " قال مجاهد : يسرعون . قال : " أتعبدون ما تنحتون " أي كيف تعبدون أصناما أنتم تنحتونها من الخشب والحجارة ، وتصورونها وتشكلونها كما تريدون " والله خلقكم وما تعملون " . وسواء كانت : " ما " مصدرية أو بمعنى الذي ، فمقتضى الكلام أنكم مخلوقون ، وهذه الأصنام مخلوقة ، فكيف يتعبد مخلوق لمخلوق مثله ؟ فإنه ليس عبادتكم لها بأولى من عبادتها لكم . وهذا باطل ، فالآخر باطل للتحكم ; إذ ليست العبادة تصلح ولا تجب [1] إلا للخالق وحده لا شريك له . * * * " قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم * فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين " . عدلوا عن الجدال والمناظرة لما انقطعوا وغلبوا ، ولم تبق لهم حجة ولا شبهة إلى استعمال قوتهم وسلطانهم ، لينصروا ما هم عليه من سفههم وطغيانهم ، فكادهم الرب جل جلاله ; وأعلى كلمته ودينه وبرهانه . كما قال تعالى : " قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم * وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين " .