نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 179
فلما خرجوا إلى عيدهم ، واستقر هو في بلدهم " راغ إلى آلهتهم " أي ذهب إليها مسرعا مستخفيا ، فوجدها في بهو عظيم ، وقد وضعوا بين أيديها أنواعا من الأطعمة قربانا إليها فقال لها على سبيل التهكم والازدراء " ألا تأكلون * مالكم لا تنطقون * فراغ عليهم ضربا باليمين " لأنها أقوى وأبطش وأسرع وأقهر ، فكسرها بقدوم في يده كما قال تعالى : " فجعلهم جذاذا " أي حطاما ، كسرها كلها " إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون " . قيل إنه وضع القدوم في يد الكبير ، إشارة إلى أنه غار أن تعبد معه هذه الصغار ! فلما رجعوا من عيدهم ووجدوا ما حل بمعبودهم " قالوا : من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين " . وهذا فيه دليل ظاهر لهم لو كانوا يعقلون ، وهو ما حل بآلهتهم التي كانوا يعبدونها ، فلو كانت آلهة لدفعت عن أنفسها من أرادها بسوء لكنهم قالوا من جهلهم وقلة عقلهم وكثرة ضلالهم وخبالهم : " من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين " . " قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم " أي يذكرها بالعيب والتنقص لها والازدراء بها ، فهو المقيم عليها والكاسر لها . وعلى قول ابن مسعود ، أي يذكرهم بقوله : " وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين " . " قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون " أي في الملا الأكبر
179
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 179