نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 175
وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ، ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربى شيئا ، أي لست أبالى هذه الآلهة التي تعبدونها من دون الله ، فإنها لا تنفع شيئا ولا تسمع ولا تعقل ، بل هي مربوبة مسخرة كالكواكب ونحوها ، أو مصنوعة منحوتة منجورة . والظاهر أن موعظته هذه في الكواكب لأهل حران ، فإنهم كانوا يعبدونها . وهذا يرد قول من زعم أنه قال هذا حين خرج من السرب لما كان صغيرا ، كما ذكره ابن إسحاق وغيره وهو مستند إلى أخبار إسرائيلية لا يوثق بها ، ولا سيما إذا خالفت الحق . * * * وأما أهل بابل فكانوا يعبدون الأصنام ، وهم الذين ناظرهم في عبادتها وكسرها عليهم ، وأهانها وبين بطلانها ، كما قال تعالى : " وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ، ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ، ومأواكم النار ومالكم من ناصرين " وقال في سورة الأنبياء : " ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين * إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين ؟ * قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلك من الشاهدين * وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون * قالوا من فعل هذا بآلهتنا
175
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 175