نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 150
[ وقد قدمنا أنهم كانوا عربا ، وكانوا بعد عاد ولم يعتبروا بما كان من أمرهم . ولهذا قال لهم نبيهم عليه السلام ] [1] : " اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم ، هذه ناقة الله لكم آية ، فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم * واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد ، وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا ، فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين " أي إنما جعلكم خلفاء من بعدهم لتعتبروا بما كان من أمرهم ، وتعملوا بخلاف عملهم . وأباح لكم هذه الأرض تبنون في سهولها القصور ، " وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين " أي حاذقين في صنعتها وإتقانها وإحكامها . فقابلوا نعمة الله بالشكر والعمل الصالح ، والعبادة له وحده لا شريك له ، وإياكم ومخالفته والعدول عن طاعته ، فإن عاقبة ذلك وخيمة . ولهذا وعظهم بقوله : " أتتركون فيما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم " أي متراكم كثير حسن بهى ناضج . " وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين * فاتقوا الله وأطيعون * ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون " . وقال لهم أيضا : " يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها " أي هو الذي خلقكم فأنشأكم من الأرض ، وجعلكم عمارها ، أي أعطاكموها بما فيها من الزروع والثمار ، فهو الخالق