نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 100
" ومن آمن " أي واحمل فيها من آمن بك من أمتك . قال الله تعالى : " وما آمن معه إلا قليل " هذا مع طول المدة والمقام بين أظهرهم ، ودعوتهم الأكيدة ليلا ونهارا بضروب المقال وفنون التلطفات والتهديد والوعيد تارة ، والترغيب والوعيد أخرى . وقد اختلف العلماء في عدة من كان معه في السفينة : فعن ابن عباس : كانوا ثمانين نفسا معهم نساؤهم ، وعن كعب الأحبار كانوا اثنين وسبعين نفسا . وقيل كانوا عشرة . وقيل إنما كانوا نوحا وبنيه الثلاثة وكنائنه الأربع بامرأة " يام " الذي انخزل وانعزل ، وسلك [1] عن طريق النجاة فما عدل إذ عدل . وهذا القول فيه مخالفة لظاهر الآية ، بل هي نص في أنه قد ركب معه [ من ] [2] غير أهله طائفة ممن آمن به ، كما قال : " ونجني ومن معي من المؤمنين " . وقيل كانوا سبعة . وأما امرأة نوح وهى أم أولاده كلهم : وهم حام وسام ، ويافث ، ويام ، ويسميه أهل الكتاب كنعان وهو الذي قد غرق ، وعابر ، فقد ماتت قبل الطوفان ، وقيل إنها غرقت مع من غرق ، وكانت ممن سبق عليه القول لكفرها . وعند أهل الكتاب أنها كانت في السفينة ، فيحتمل أنها كفرت