الله ، فمن يجيبني إلى هذا الأمر ويوازرني على القيام به يكن أخي ووصيّي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي ، فلم يجبه أحدٌ منهم ، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : أنا يا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أوازرك على هذا الأمر فقال : اجلس ، ثمّ أعاد القول على القوم ثانية فصمتوا ، فقال علي عليه السّلام : وقمت فقلت مقالتي الأولى ، فقال : اجلس ، ثمّ أعاد على القوم مقالته ثالثةً ، فلم ينطق أحدٌ منهم بحرف ، فقمت فقلت : أنا أوازرك يا رسول الله على هذا الأمر ، فقال : إجلس فأنت أخي ووصيّي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي ، فنهض القوم وهم يقولون لأبي طالب عليه السّلام : ليهنئك اليوم أن دخلت في دين ابن أخيك ، فقد جعل ابنك أميراً عليك " [1] . واستدل على ذلك بمضمون آخر في ( كشف الحقّ ونهج الصدق ) . وعلى الجملة ، فإنّه لا مجال للمناقشة في سند هذه القضية ، لأن أسانيدها - حتى في كتب أهل السنة - معتبرة ، وأمّا دلالتها فواضحة ، ففي متن الخبر أمور لا يمكن إنكار دلالتها على الإمامة والولاية العامّة لأمير المؤمنين بعد رسول الله مباشرة ، فإنّه بعد أن أراهم من المعاجز ذكر أنّ الله قد أمره بدعوتهم ، وأنه إن لم يفعل ذلك عذّبه ، فدعاهم وعرض عليهم ما أمر به ، فلم يجبه منهم أحد إلاّ علي ، فقال فيه ما قال ممّا هو نصّ في الإمامة ووجوب الطاعة المطلقة والاقتداء في جميع الشؤون ، ما يفهمه كلّ ذي لبٍّ من أهل العربيّة ، ولذا جاء في الخبر قولهم لأبي طالب : أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ، ولا ريب أنّ كلّ ذلك كان بإرادة الله وأمر منه ، فإذا كان هذا هو المدلول للكلام والسند معتبر ، فلا يصغى لتشكيكات
[1] منهاج الكرامة ، المنهج الثالث الدّليل الأوّل .