دلالة الموضوع على الإمامة واستند العلاّمة الحلّي إلى ما رواه أحمد بن حنبل في ( مسنده ) عن ابن عبّاس من عدّة طرق ، " أنّ عليّاً عليه السّلام أوّل من أسلم " [1] في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه الصّلاة والسّلام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بلا فصل ، لأنَّ هذه فضيلة اختصّ بها دون غيره من الأصحاب ، فيكون الأفضل ، والأفضل هو المتعيّن للإمامة والخلافة ، وقد سلّم بهذه القاعدة العقلية جمهور العلماء حتى مثل ابن تيميّة . وأمّا المناقشة في ذلك لكونه حديث السن ، فمندفعة بقبول النبي صلّى الله عليه وآله وافتخار الإمام بتقدّم اسلامه ولتفضيل أعلام الصحابة إيّاه على غيره لتقدم اسلامه ولما ذكره المأمون كما تقدم . هذا ، وصريح كثير من الروايات ومقتضى كثير من الإطلاقات تقدّم اسلامه على اسلام سيدتنا خديجة عليها السلام أيضاً ، لكنَّ المهم في الاستدلال تقدّم اسلامه على اسلام أبي بكر كما هو واضح . وأمّا روايات أصحابنا في المقام فتجدها في كتاب ( غاية المرام ) [2] .
[1] كشف الحقّ ونهج الصّدق ، باب الأخبار المتواترة عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، الدّالة على إمامة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام الحديث الثاني ص 101 . [2] الباب الحادي والعشرون ص 499 والباب الثّاني والعشرون ص 504 .