منازلهم ، غير محاربين ولا منابذين ولا لأمره مخالفين ، فرضوا بالكف عنهم ، وكان الحكم فيهم رفع السيف إذ لم يطلبوا عليه أعواناً . وأهل صفين كانوا يرجعون إلى فئة مستعدة ، وإمام منتصب ، يجمع لهم السلاح ويسنّى لهم الأعطية ويقسم لهم الأموال ويجبر كسيرهم ويحمل راجلهم ويردهم ، فيرجعون إلى الحرب ، وهم إلى إمامته منقادون ولرأيه متبعون ، ولغيره مخالفون ولإمامته تاركون ، ولحقّه جاحدون ، وبأنه يطلب ما ليس له قائلون ، فاختلف الحكم لما وصفنا ، وتباين حكماهما لما ذكرنا ، ولكل فريق من السائل والمجيب كلام يطول ذكره ويتسع شرحه " [1] .