responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 547


سلطان توليه إياه ومنزلة تكون به له أثرة عندك إنّ هو بايعك ؟ قال علي : آتوه الآن فالقوه واحتجوا عليه وانظروا ما رأيه - وهذا في شهر ربيع الآخر - فأتوه فدخلوا عليه ، فحمد أبو عمرة بن محصن الله وأثنى عليه وقال : " يا معاوية ، إنّ الدنيا عنك زائلة ، وإنك راجع إلى الآخرة ، وإن الله عزّوجل مجازيك بعملك ومحاسبك بما قدمت يداك ، وإني أنشدك بالله أن تفرق جماعة هذه الأمة ، وإن تسفك دماءها بينها . فقطع معاوية عليه الكلام ، فقال : هلا أوصيت صاحبك فقال : سبحان الله ، إنّ صاحبي ليس مثلك ، إنّ صاحبي أحق البرية في هذا الأمر في الفضل والدين والسابقة والاسلام والقرابة من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم . قال معاوية : فتقول ماذا ؟ قال : أدعوك إلى تقوى ربك وإجابة ابن عمك إلى ما يدعوك اليه من الحق ، فإنه أسلم لك في دينك ، وخير لك في عاقبة أمرك . قال : ويطل دم عثمان ، لا والرحمن لا أفعل ذلك أبداً قال : فذهب سعيد يتكلم فبدره شبث فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
يا معاوية ، قد فهمت ما رددت على ابن محصن انه لا يخفى علينا ما تقرب وما تطلب ، إنك لا تجد شيئاً تستغوي به الناس وتستميل به أهواءهم وتستخلص به طاعتهم إلا إنّ قلت لهم قتل إمامكم مظلوماً فهلموا نطلب بدمه ، فاستجاب لك سفهاء طغام رذال ، وقد علمنا إنك قد أبطأت عنه بالنصر وأحببت له القتل بهذه المنزلة التي تطلب ، ورب مبتغ أمراً وطالبه يحول الله دونه ، وربما أوتي المتمنّي أمنيته ، وربما لم يؤتها ، ووالله مالك في واحدة منها خير . والله لئن أخطأك ما ترجوا إنك لشر العرب حالا ، ولئن أصبت ما تتمناه لا تصيبه حتى تستحق صلى النار . فاتق الله يا معاوية ، ودع ما أنت عليه ، ولا تنازع الأمر أهله .
قال : فحمد الله معاوية وأثنى عليه ثم قال :

547

نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 547
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست