responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 541


رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ، ويدلهم على سبيل الله لا فظّ ولا غليظ ، ولا صخّاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح أمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل نشز وفي كل صعود وهبوط تذل ألسنتهم بالتهليل والتكبير والتسبيح وينصره الله على كل من ناواه فإذا توفاه الله اختلف أمته ثم اجتمعت فلبثت بذلك ما شاء الله ثم اختلفت ، فيمر رجل من أمته بشاطئ هذا الفرات ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضي بالحق ولا يرتشي في الحكم ، الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح ، والموت أهون عليه من شرب الماء على الظماء ، يخاف الله في السر وينصح له في العلانية ولا يخاف في الله لومة لائم ، من أدرك ذلك النبي صلّى الله عليه وسلّم من أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضواني والجنة ، ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فان القتل معه شهادة .
ثم قال له : فأنا مصاحبك غير مفارقك حتى يصيبني ما أصابك قال : فبكى علي ثم قال : الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسياً ، الحمد لله الذي ذكرني في كتب الأبرار ، ومضى الراهب معه وكان - فيما ذكروا - يتغدّى مع علي ويتعشى حتى أصيب يوم صفين فلما خرج الناس يدفنون قتلاهم قال علي : اطلبوه فلما وجدوه صلى عليه ودفنه وقال : هذا منا أهل البيت واستغفر له مراراً " [1] .
وروى بسنده عن عبد الله بن عمّار بن عبد يغوث " إنّ علياً قال لأهل الرقة : أجسروا لي جسراً لكي أعبر من هذا المكان إلى الشام ، فأبوا وقد كانوا ضموا السفن عندهم ، فنهض من عندهم ليعبر على جسر منبج ، وخلف عليه الأشتر فناداهم فقال : يا أهل هذا الحصن إني أقسم بالله لئن مضى أمير المؤمنين ولم تجسروا



[1] وقعة صفين ص 146 - 147 .

541

نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 541
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست