الشخوص من النخيلة قام في الناس لخمس مضين من شوال يوم الأربعاء فقال : الحمد لله غير مفقود النعم ولا مكافأ الأفضال ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله ونحن على ذلكم من الشاهدين وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أما بعد ذلكم فإني قد بعثت مقدماتي ، وأمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتى يأتيهم أمري ، فقد أردت أن أقطع هذه النطفة إلى شرذمة منكم موطنين بأكناف دجلة فأنهضهم معكم إلى أعداء الله إنّ شاء الله ، وقد أمرت على المصر عقبة بن عمرو الأنصاري ولم آلكم ولا نفسي فإياكم والتخلف والتربص ، فإني قد خلفت مالك بن حبيب اليربوعي وأمرته إلا يترك متخلفاً إلاّ ألحقه بكم عاجلا إنّ شاء الله . فقام اليه معقل بن قيس الرياحي فقال : يا أمير المؤمنين ، والله لا يتخلف عنك إلا ظنين ، ولا يتربص بك إلاّ منافق ، فأمر مالك بن حبيب أن يضرب أعناق المتخلفين قال علي : قد أمرته بأمري وليس مقصراً في أمري إنّ شاء الله ، وأراد قوم أن يتكلموا فدعا بدابته فجاءته ، فلما أراد أن يركب وضع رجله في الركاب وقال : " بسم الله " فلما جلس على ظهرها قال : ( سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ) ثم قال : اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحيرة بعد اليقين وسوء المنظر في الأهل والمال والولد . اللّهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والمال والولد . اللّهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ولا يجمعهما غيرك ، لأن المستخلف لا يكون مستصحباً ، والمستصحب لا يكون مستخلفاً . ثم خرج وخرج أمامه الحر بن سهم بن طريف الربعي وهو يقول : < شعر > يا فرسي سيري وأمي الشاما * وقطعي الحزون والاعلاما