responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 537


عدي ، وعمر بن الحمق ، يظهران البراءة واللعن من أهل الشام فأرسل إليهما علي : أن كفّا عما يبلغني عنكما فأتياه فقالا : يا أمير المؤمنين ، ألسنا محقين ؟ قال : بلى . قالا : أوليسوا مبطلين ؟ قال : بلى ، قالا : فلم منعتنا من شتمهم ؟ قال : كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين ، تشتمون وتتبرؤون ، ولكن لو وصفتم مساوي أعمالهم فقلتم من سيرتهم كذا وكذا ومن عملهم كذا وكذا ، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ، ولو قلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم : اللّهم احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم ، حتى يعرف الحق منهم من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به ، كان هذا أحب إلي وخيراً لكم فقالا : يا أمير المؤمنين ، نقبل عظتك ، ونتأدب بأدبك . وقال عمرو بن الحمق : إني والله يا أمير المؤمنين ما أجبتك ولا بايعتك على قرابة بيني وبينك ، ولا إرادة مال تؤتينيه ولا التماس سلطان يرفع ذكري به ولكن أحببتك لخصال خمس : إنك ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأول من آمن به ، وزوج سيدة نساء الأمة فاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأبو الذرية التي بقيت فينا من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأعظم رجل من المهاجرين سهماً في الجهاد . فلو أني كلفت نقل الجبال الرواسي ونزح البحور الطوامي حتى يأتي علي يومي في أمر أقوّي به وليّك وأوهن به عدوك ، ما رأيت إني قد أديت فيه كل الذي يحق علي من حقك .
فقال أمير المؤمنين علي : اللهم نوّر قلبه بالتقى واهده إلى صراط مستقيم ، ليت أن في جندي مائة مثلك . فقال حجر : إذاً والله يا أمير المؤمنين صح جندك وقل فيهم من يُغّشك " [1] .



[1] وقعة صفين ص 103 .

537

نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 537
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست