وأورد ذلك الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج 2 ص 21 . وقال في ذيل الآية 59 من سورة النساء : " وهذا هو حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول : خرّجته بخمسة آلاف اسناد " [1] . هذا ، وقد رووا الحديث عن غير واحد من الصحابة كذلك ، فمثلا : أخرجه أحمد عن جابر [2] والهيثمي عن البراء وزيد بن أرقم [3] . كلامٌ حول جهاد الإمام لا أحد من المنصفين ينكر أو يناقش في أنّ الدين إنما قام وثبتت قواعده وتشيّدت أركانه بسيف أمير المؤمنين وجهاده وتضحياته منذ اليوم الأوّل ، وهذا من خصائصه المقتضية لأفضليته من سائر الأصحاب ، فقد ( فَضَّلَ اللّهُ المجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ) ولا ريب أنّ الأفضلية توجب الإمامة والخلافة بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله . وبعبارة أخرى : إنّ مواقف أمير المؤمنين في الحروب والغزوات - في الوقت الذي تدلّ على ثبوت الإمامة والولاية له - تدلّ على عدم أهليّة غيره لذلك ، وهذا ما يدعو مثل ابن تيميّة لأنْ يدّعي الشجاعة لأبي بكر ، بعد أنْ ثبت فراره - مع عمر - يوم أُحد ويوم خيبر وغيرهما ، لكنّه يزعم لأبي بكر شجاعة القلب ، أمّا قتال عمر وجهاده ، فقد ذكر ابن تيمية أنه كان بالدعاء ! ! فتأمّل كي تعرف الحق وأهله ! !
[1] شواهد التنزيل ج 1 ص 152 ، وقال أبو محمّد السمرقندي : " سمعت أبا بكر الخطيب يقول : لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين ، أبو نعيم وأبو حازم العبدوي " تذكرة الحفاظ ج 3 ص 1072 ط - بيروت . [2] مسند أحمد ج 3 ص 338 . [3] مجمع الزوائد ج 9 ص 111 .