فلقيه أيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن فالتقيا فقتله مالك وأتى إلى النبي ليضربه فبادره أمير المؤمنين عليه السلام بالسيف على رأسه فخرج يلمع من بين رجليه . وكمن أبو جرول على المسلمين وكان على جمل احمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن إذا أدرك احداً طعنه برمحه وإذا فاته الناس رفعه لمن وراه وجعل يقتلهم وهو يرتجز ويقول : أنا أبو جرول لا براح . فصمد له أمير المؤمنين عليه السّلام فضرب عجز بعيره فصرعه ثم ضربه فقدّه نصفين وجعل يقول : < شعر > قد علم القوم لدى الصياح * أني لدى الهيجاء ذو نصاح < / شعر > فانهزم القوم من بين يديه وكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول " [1] . ونقل ابن شهر آشوب عن ابن قتيبة في ( المعارف ) والثعلبي في ( الكشف ) : إنّ الذين ثبتوا مع النبي يوم حنين بعد هزيمة الناس : علي والعبّاس والفضل ابنه وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ونوفل وربيعة أخوه وعبد الله بن الزبير ابن عبد المطلب وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب وأيمن مولى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان العبّاس عن يمينه والفضل عن يساره وأبو سفيان ممسك بسرجه عند ثفر بغلته وسايرهم حوله وعلي يضرب بالسيف بين يديه " [2] . قال الأربلي عند ذكر هذه الغزوة : " فانظر إلى مفاخر أمير المؤمنين في هذه الغزاة ومناقبه وجل بفكرك في بدايع فضله وعجايبه ، واحكم فيها برأي صحيح الرأي صايبه ، واعجب من ثباته حين فرّ الشجاع على أعقابه ، ولم ينظر في الأمر وعواقبه ، واعلم انه أحق بالصحبة حين لم ير مفارقة صاحبه ، وتيقن أنه إذا حم الحمام لم ينتفع المرء بغير أهله وأقاربه ، فإذا صح ذلك عندك بدلايله وبيناته ،
[1] الغزوات ص 107 . [2] المناقب ج 3 ص 143 . والمعارف طبع دار المعارف بمصر . 164 .