اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، قال سفيان : وأي اسناد هذا ؟ " [1] . وروى ابن المغازلي باسناده عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب يوم فتح مكة : " أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : فأحملك فتناوله فقال : بل أنا أحملك يا رسول الله ، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : والله لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا مني بضعة وأنا حي ما قدروا ، ولكن قف يا علي ، فضرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيده إلى ساق علي فوق القرنوس ثم اقتلعه من الأرض بيده ، فرفعه حتى تبين بياض إبطيه ثم قال له : ما ترى يا علي ؟ قال : أرى إنّ الله عزّوجلّ قد شرفني بك حتى إني لو أردت أن أمس السماء لمسستها ، فقال له : تناول الصنم يا علي ! فتناوله ثم رمى به ثم خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من تحت علي وترك رحليه فسقط على الأرض فضحك فقال له : ما أضحكك يا علي ؟ فقال : سقطت من أعلى الكعبة فما أصابني شئ ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : وكيف يصيبك شئ وإنما حملك محمّد وأنزلك جبرئيل عليهما السّلام " [2] . قال الديار بكري : " فجاء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى مقام إبراهيم عليه السّلام فصلى ركعتين ثم جلس ناحية فبعث علياً إلى عثمان بن طلحة الجمحي في طلب مفتاح الكعبة ، فأبى دفعه اليه وقال : لو علمت انه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لم امنعه منه . فلوى علي عليه السّلام يده وأخذ المفتاح منه قهراً وفتح
[1] صحيح البخاري ، كتاب فضل الجهاد والسير ، باب الجاسوس ج 4 ص 72 . [2] المناقب ص 202 الحديث 240 .