أقول : تلخص مما تقدّم أن رسول الله وعلّي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام كانا من أصل واحد وشجرة واحدة . وقد روى هذا الحديث بألفاظ مختلفة من علماء السنة جمع غفير من الحفاظ في كتبهم ومسانيدهم ، كأخطب خوارزم والسيد شهاب الدين أحمد وشهاب الدين الدولت آبادي والمتقي الهندي والحمويني والحاكم الحسكاني والسيوطي والذهبي وابن حجر العسقلاني ، وغيرهم كعبد المسيح الأنطاكي . دلالة الحديثين وهذان الحديثان من جملة الأدلّة الصحيحة من السنّة النبويّة المتفق عليها على إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام بعد رسول الله مباشرةً ، لأنّ من كان خلقه وخلق النبي من نور واحد ومن شجرة واحدة ، يكون أفضل الناس من بعده مطلقاً ومن جميع الجهات التي ثبت بها أفضلية رسول الله عدا النبوّة ، فكيف يساويه - فضلاً عن أن يفضّل عليه - من لم تحصل له هذه الفضيلة ، بل قضى شطراً من عمره في الشرك والضلالة ، ولذا جاء في بعض أخبار الباب قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " فأخرجني نبيّاً وأخرج عليّاً وصيّاً " ونحو ذلك ، ومن شاء الوقوف على تفصيل الكلام على وجوه دلالة الحديثين على الإمامة ، فليرجع إلى كتاب ( إحقاق الحق ) وكتاب ( عبقات الأنوار ) وكتاب ( نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار ) .