فرجعوا ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم " [1] . وروى الكنجي باسناده عن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي عليه السّلام قال : " كنت أدخل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلا ونهاراً ، فكنت إذا سألته أجابني وإن سكت ابتدأني ، وما نزلت عليه آية إلاّ قرأتها ، وعلمت تفسيرها وتأويلها ، ودعا الله لي أن لا أنسى شيئاً علمني إياه فما نسيته من حرام وحلال وأمر ونهي وطاعة ومعصية ، وقد وضع يده على صدري وقال : اللّهم املأ قلبه علماً وفهماً وحكماً ونوراً ، ثم قال لي : أخبرني ربي عزّوجلّ أنه قد استجاب لي فيك " [2] . وأخرج النسائي بالاسناد عن علي عليه السّلام : " كان لي من النبي مدخلان مدخل بالليل ومدخل بالنهار " [3] . دلالة الحديث وهذا الحديث الوارد في مسند أحمد وكتاب الخصائص ، وهما من الكتب المعتبرة عند الجمهور ، وكذا في غيرهما من مؤلَّفات علمائهم ، يدلُّ على خصيصة أخرى من خصائص أمير المؤمنين عليه السّلام المقتضية لأفضليّته من سائر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فيكون دليلا آخر من أدلة إمامته وولايته من بعده مباشرةً .
[1] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 312 . [2] كفاية الطالب ص 199 . [3] الخصاص ص 30 .