قال : إخترت لك عليّاً فاتخذه لنفسك خليفة ووصيّاً ، ونحلته علمي وحلمي ، وهو أمير المؤمنين حقّاً ، لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده ، يا محمّد ، عليّ راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبّه فقد أحبّني ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره يا محمّد بذلك ، فقال النبي : قلت ربّي فقد بشرته ، فقال : أنا عبد الله وفي قبضته إنّ يعاقبني فبذنوبي لم يظلمني شيئاً وإن تمم لي وعدي فإنّه مولاي ، قال : أجل ، قال : قلت : يا ربّ واجعل ربيعه الايمان ، قال : قد فعلت ذلك به يا محمّد ، غير إنّي مختص له بشئ من البلاء لم أخص به أحداً من أوليائي ، قال : قلت : يا رب أخي وصاحبي ، قال : قد سبق في علمي انّه مبتلى ، ولولا عليّ لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي " [1] . وروى المتّقي باسناده عن علي عليه السّلام إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " خلّفتك أن تكون خليفتي ، قلت : أتخلّف عنك يا رسول الله ؟ قال : ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي " [2] . وروى القندوزي الحنفي باسناده عن علي الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي ابن أبي طالب سلام الله عليهم قال : " بينا أنا أمشي مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في بعض طرق المدينة ، إذ لقينا شيخ طويل كثّ اللحية بعيد ما بين المنكبين ، فسلّم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ورحب به ثم التفت إلي ، فقال : السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته ، ثم قال : أليس كذلك هو يا رسول الله ؟ فقال له : بلى ، ثم مضى فقلت : يا رسول الله ما معنى قول هذا الشيخ الذي قال لي وتصديقك قوله ؟ قال : أنت كذلك والحمد لله ، إنّ الله تبارك وتعالى
[1] المناقب الفصل التاسع عشر ص 214 . [2] منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 53 .