عليه وآله وسلّم بين أصحابه وبين المهاجرين والأنصار ، فلم يواخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم ، خرج علي عليه السّلام مغضباً حتى أتى جدولاً من الأرض فتوسد ذراعه وسفت عليه الريح ، فطلبه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى وجده فوكزه برجله فقال له : قم فما صلحت إلاّ إنّ تكون أبا تراب ، أغضبت علي حين واخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أواخ بينك وبين أحد منهم ؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه ليس بعدي نبي ؟ ألا من أحبك حف بالأمن والايمان ، ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الاسلام " [1] . وروى الزرندي باسناده عن أبي هريرة : " آخى رسول الله بين المسلمين ، وقال : علي أخي وأنا أخوه وحسبت انه قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . قال : " وروى إنّ علياً رضي الله عنه قال يوماً : أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يقولها بعدي إلاّ مفتر على الله أو كاذب ، وفي رواية : لا يقولها بعدي إلاّ كذاب أو مجنون ، فقالها رجل فجنّ وقال رجل آخر مثلها فسلط الله عليه الشيطان فخنقه ، فكان يضرب برأسه الجدار حتى مات قال سعد : فرأيت دماغه في الجدار ، ويروى إنّ رجلاً آخر لما سمع علياً رضي الله عنه يقول ذلك فقام فقال : أنا أقول كما قال هذا ، قال زيد بن وهب : فضرب به الأرض فجاء قومه فغشوه ثوباً فقيل لهم : هل كان هذا فيه قبل اليوم ؟ قالوا : لا " [2] . قال : " ويروى إنّ معاوية كتب إلى علي يفتخر عليه : أمّا بعد فان أبي كان سيّداً في الجاهلية وصرت ملكاً في الاسلام وأنا خال المؤمنين وكاتب الوحي وصهر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم . فقال علي : أيفتخر عليَّ ابن أم آكلة
[1] المناقب الفصل الأوّل ص 7 . [2] نظم درر السّمطين ص 95 - 96 .