وروى محب الدين الطبري باسناده عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " ما من نبيّ إلا وله نظير في أمته وعلي نظيري " [1] . وروى الهيثمي عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : " لما فتح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مكة ، انصرف إلى الطائف حاصرها سبع عشرة أو تسع عشرة ثم قام خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أوصيكم بعترتي خيراً ، وإن موعدكم الحوض ، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة ، أو لأبعثن إليكم رجلا مني أو كنفسي يضرب أعناقكم ثم أخذ بيد علي ، فقال : هذا " [2] . أقول : قد بلغ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من قدسية الذات وعظمة المنزلة أن صار بمنزلة نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقد صرح النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بأنه عليه السّلام نفسه ، وروايات الباب من طرق الفريقين كثيرة ، أورد بعضها السيد هاشم البحراني في ( غاية المرام ) . وإذ كانت الروايات في هذا الشأن ثابتة ، لم يناقش المأمون العبّاسي في سندها ، بل استغلق عليه فهم حدود هذه المنزلة ، فراح يسأل الإمام الرضا عليه السّلام عن ذلك ، فقد روى الشيخ المفيد رضوان الله عليه : " قال المأمون يوماً للرضا عليه السّلام أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين عليه السّلام يدلّ عليها القرآن قال : فقال له الرضا عليه السّلام فضيلته في المباهلة . قال الله جلّ جلاله : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) [3] فدعا رسول
[1] الرّياض النّضرة ج 3 ص 153 وذخائر العقبى ص 64 . [2] مجمع الزّوائد ج 9 ص 163 . [3] سورة آل عمران : 61 .