الجارود وابن خزيمة ، عن علي كرم الله وجهه . وقد صح أن العبّاس سأل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يا رسول الله ، أترجو لأبي طالب خيراً ؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : كلّ الخير أرجو من ربي . وهذا الحديث رواه ابن سعد في الطبقات بسند صحيح ، ورجاؤه صلّى الله عليه وآله وسلّم محقق ، ولا يرجو كل الخير إلاّ لمؤمن " [1] . وروى أبو نعيم بسنده عن أبي هريرة قال : لما مات أبو طالب ضرب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : ما أسرع ما وجدت فقدك يا عم [2] . هذا ، وقد ألّف غير واحد من علماء الخاصّة والعامّة في إيمان سيدنا أبي طالب عليه السّلام كتاباً خاصّاً ، وللعلامة الأميني في كتابه ( الغدير ) فصل كبير في الموضوع ، فمن شاء التفصيل فليراجع . ونعم ما قال عبد المسيح الأنطاكي بهذا الصدد : < شعر > لدى أبي طالب قف صاح محترماً * غرّ الأيادي التي قد كان يسديها ولا تخل أنني أُوفي مدائحه * فإنّ مدحته ما من يوفيها قد كان أفضل شيخ في قريش جميعاً * بالمحامد لا في هاشمييها وكان بعد أبيه القرم سيدها * بلا جدال وحاميها وآسيها وكان أحكمها رأياً وأفضلها * حزماً وأكثرها مجداً وتوجيها والجاهلية في عليها قد ختمت * فخارها مذ غدا الاسلام طاويها وحسبه كفل الهادي الأمين كفا * لةً جميع عباد الله تطريها وكان يعنى به براً يفضّله * على بنيه لكي يزداد ترفيها
[1] أسنى المطالب في نجاة أبي طالب ، ص 60 ، 64 . [2] اخبار أصبهان ، ج 2 ، ص 307 ولا يخفى التحريف في لفظه .