responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 263


أولادهم على مرور الدّهر ، ليعلم العاقل إنّ من نصره الله فلا يخذله أحد ، كل ذلك رغما لأنف إبليس وأتباعه من الشياطين وطواغيت الإنس والملاعين ، ولو كانوا أولي الأمر وولاته ونقبائه في العالم ورعاته لما كانت الآية في تكثيرهم وانماء عددهم بالغاية في الأعجوبة والنهاية في المثوبة والعقوبة ، فانظر كيف أخذوا الأرض بأطرافها واستولوا على أكنافها وكيف سمّوا ساداتها وأشرافها ، ولو لم يكن منهم إلاّ سكان بلدة واحدة من بلدان المسلمين وقطّان كورة من كور المؤمنين لكان كافياً فيما ذكرناه ، مع كثرة ما استقبلهم من القتل والطّعن والشتم به والحبس من أيّام الأموّية ، ثمّ المروانية إلى يومنا هذا والله ولّي المحسنين . . .
وأمّا السّلام : فانّ الله تعالى اختّص رسوله نوحاً عليه السّلام بالسّلام والتحيّة ( سَلاَمٌ عَلَى نُوح فِي الْعَالَمِينَ ) [1] فوجد به السّلامة والأمن والبركة في العمر والأولاد ولم يفعل كذلك لإبراهيم عليه السّلام وموسى وهارون والياس عليهم السّلام لأنّه قال : ( سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) [2] فاكتفى بالسّلام وقال : ( سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ ) [3] وكذلك قوله ( سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) وعمّم سلام نوح قوله ( فِي الْعَالَمِينَ ) كأنّه جعل له بعدد كل أحد وبعدد كلّ شئ في العالم ، ومن العالم ناطق وجماد وحيوان وموات سلاماً باقياً ذلك بقاء العالمين في الدّنيا والآخرة .
وأمّا الشّكر : فانّ الله سبحانه وصف عبده نوحاً عليه السّلام بالشّكر في قوله تعالى ( إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ) [4] وذلك اعلاء لمرتبته ورفع لدرجة ، فإنّه عليه



[1] سورة الصّافات : 108 - 79 .
[2] سورة الصّافات : 109 - 120 - 130 .
[3] سورة الصّافات : 109 - 120 - 130 .
[4] سورة الاسراء : 3 .

263

نام کتاب : قادتنا كيف نعرفهم ؟ نویسنده : السيد محمد هادي الميلاني    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست