فهذه وجوه المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين أبينا آدم ولهذه الوجوه ولغيرها أوجبت الحكمة افتتاح السورة ( هَلْ أَتَى ) [1] بذكر آدم عليه السّلام ومدّته قبل ذكر المرتضى زمرته ، ونعوذ بالله من التحكم عليه وعلى كتابه ولكن على وجه التخمين والامكان والله المستعان على بلاء الزّمان " . قال البياضي : " قال الله تعالى ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ) و ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) وقال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم " أنا مدينة العلم وعلّي بابها " و " من ناصب عليّاً على الخلافة بعدي فهو كافر " كما رواه ابن المغازلي الشافعي وغيره " [2] . علي يشبه نوحاً روى الخوارزمي بإسناده عن الحرث الأعور صاحب راية علي بن أبي طالب عليه السّلام ، قال : " بلغنا إنّ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان في جمع من أصحابه فقال : " أريكم آدم في علمه ونوحاً في فهمه وإبراهيم في حكمته فلم يكن بأسرع من أن طلع علي عليه السّلام فقال أبو بكر : يا رسول الله ، أقسمت رجلا بثلاثة من الرّسل بخِّ بخِّ لهذا الرّجل ، من هو يا رسول الله ؟ قال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أولا تعرفه يا أبا بكر ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : هو أبو الحسن علي بن أبي طالب فقال أبو بكر : بخِّ بخِّ لك يا أبا الحسن وأين مثلك يا أبا الحسن " [3] .
[1] سورة الانسان : 1 . [2] الصّراط المستقيم ج 1 ص 100 . [3] المناقب الفصل السّابع ص 45 . ورواه السيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل ص 459 مع فرق يسير .