والجهة الثانية : إن هذا الحديث فيه تنقيصٌ لأبي بكر وعمر ، إذ جاء في غير واحدة من الروايات المعتبرة في كتب القوم فرار الشيخين ورجوعهما يجبنان أصحابهما ويجبّنونهما ، ولذا جاء التعريض بهما في بعض الألفاظ عن رسول الله حيث وصف الإمام عليه السلام بأنه " ليس بفرار " كما في رواية النسائي في ( الخصائص ) وبلفظ " لا يولّي الدبر " كما في رواية الحاكم ، وبلفظ " كرّار غير فرّار " كما في رواية المتقي عن الخطيب وابن عساكر . . . ومن كان هذا حاله كيف يصلح للإمامة والولاية على المسلمين ؟ هذا ، وفي الحديث خصوصياتٌ عديدةٌ أخرى ، كلّ واحدة منها تكفي لأن يكون الحديث دليلاً تامّاً على إمامة علي بعد رسول الله مباشرةً ، فليراجع المطوّلات .