مات ميتة جاهلية ليحاسبه الله ما عمل في الإسلام " [1] . أقول : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يأمر بالوفاء وينهى عن خلف الوعد ، وكان يفي بما يعد ، وعندما أراد الهجرة من مكّة أمر عليّاً بانجاز عداته وقد ولّى علّياً في ردّ الودائع لما هاجر إلى المدينة ، واستخلفه في أهله وماله ، فأمره أن يؤدّي عنه كلّ دين وكلّ وديعة ، وأوصى إليه بقضاء ديونه . . . لأنّه صلّى الله عليه وآله كان أميناً ، فلما أدّاها قام على الكعبة فنادى بصوت رفيع : يا أيّها النّاس هل من صاحب أمانة ؟ هل من صاحب وصيّة ؟ هل من له عدة قبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ فلما لم يأت أحد لحق بالنّبي ، وكان ذلك دلالة على خلافته وإمامته وشجاعته .