وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم للعبّاس إنّ عليّاً سبقك بالهجرة " [1] . وقال ابن حجر : " لمّا هاجر النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أمره إنّ يقيم بعده بمكّة أيّاماً يؤدّي عنه أمانته والودائع والوصايا الّتي كانت عند الّتي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ يلحقه بأهله ففعل ذلك " [2] . أقول : هاجر النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من مكّة إلى المدينة غرّة ربيع الأوّل من السنة الثالثة عشرة من المبعث ، وفي هذه الليلة بات أمير المؤمنين على فراش النّبي ، وكانت ليلة الخميس ، وفي الليلة الرّابعة كان خروجه من الغار متوجّهاً إلى المدينة ، وفي يوم الثّاني عشر منه كان قدوم النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم المدينة عند زوال الشّمس . كلام المأمون في آية الغار ولقد استدلّ علماء السنّة على فضل أبي بكر بن أبي قحافة بمصاحبته النّبي في الهجرة ، ففي الاحتجاج الّذي جرى بين المأمون العباسّي والفقهاء في عصره : قال إسحاق بن إبراهيم : وإنّ لأبي بكر فضلا . قال المأمون : أجل لولا أن له فضلا لما قيل : إنّ عليّاً أفضل منه ، فما فضله الّذي قصدت إليه السّاعة ؟ قلت : قول الله عزّوجلّ : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ) [3] فنسبه إلى صحبته قال : يا إسحاق ، أما أني لا أحملك على الوعر من طريقك ، إنّي
[1] أسنى المطالب ، الباب الأول ص 6 . [2] الصّواعق المحرقة ص 72 . [3] سورة التوبة : 40 .