كلمة المؤلّف كلمة المؤلف الحمد لله الذي استخلص الحمد لنفسه ، واستوجبه على جميع خلقه ، الذي ناصية كلّ شيء بيده ، ومصير كلّ شيء اليه ، القويّ في سلطانه ، اللطيف في جبروته ، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ، خالق الخلائق بقدرته ، ومسخّرهم بمشيئته ، وفيّ العهد ، صادق الوعد ، شديد العقاب ، جزيل الثواب ، أحمده وأستعينه على ما أنعم به ، مما لا يعرف كنهه غيره ، وأتوكل عليه توكل المستسلم لقدرته ، المتبري من الحول والقوة إلا إليه . وأشهد شهادة لا يشوبها شك انّه لا إله إلاّ هو وحده لا شريك له ، إلهاً واحداً صمداً ، لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً ، ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبّره تكبيراً وهو على كل شيء قدير ، قطع ادّعاء المدعى بقوله عزّوجل : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) [1] . وأشهد أن محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلم صفوته من خلقه ، وأمينه على وحيه ، أرسله بالمعروف آمراً ، وعن المنكر ناهياً ، والى الحق داعياً ، على حين فترة من الرسل ، وضلالة من الناس ، واختلاف من الأمور ، وتنازع من الإنس ، حتى تمم به الوحي ، وأنذر به أهل الأَرض . صلّى الله عليه وآله أئمة الهدى ومصابيح الدجى وسادة الورى ، لا سيّما