يرمى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو يتضّور وقد لفّ رأسه في الثّوب لا يخرجه حتّى أصبح ثمّ كشف عن رأسه ، فقالوا : إنّك لئيم وكان صاحبك لا يتضوّر ونحن نرميه وأنت تتضّور وقد استنكرنا ذلك " [1] . وروى الحمويني باسناده عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام قال : " إنّ أوّل من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، قال علّي عند مبيته على فراش رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : < شعر > وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر رسول إله خاف إنّ يمكروا به * فنجاه ذو الطّول الإله من المكر وبات رسول الله في الغار آمناً * موّقى وفي حفظ الإله وفي ستر وبت أُراعيهم وما يثبتونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر [2] < / شعر > وروى الطّبري بسنده عن ابن عبَّاس ، قال : " لمّا اجتمعوا لذلك واتّعدوا أن يدخلوا دار النّدوة ويتشاوروا فيها في أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم غدوا في اليوم الّذي اتّعدوا له ، وكان ذلك اليوم يسمى الزّحمة ، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بتّ [3] له فوقف على باب الدّار ، فلمّا رأوه واقفاً على بابها قالوا : من الشّيخ ؟ قال : شيخ من أهل نجد ، سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون ، وعسى إلاّ يعدمكم منه رأي ونصح قالوا : أجل فادخل ، فدخل معهم ، وقد اجتمع فيها اشراف قريش كلهّم من كلّ قبيلة من بني عبد شمس شيبة وعتبة ابنا ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب ، ومن بني نوفل بن عبد مناف طعيمة بن
[1] المناقب ، الفصل الثاني عشر ص 73 ، ورواه النسائي في الخصائص ص 9 . [2] فرائد السمطين ج 1 ص 330 . [3] البّت : الكساء الغليظ .