عمل بها إلى يوم القيامة ، وأباح المحارم لمن ارتكبها ومنع الحقوق أهلها ، واغتره الإملاء واستدرجه الامهال ، والله له بالمرصاد . ثم مما أوجب الله له به اللعنة ، قتله من قتل صبراً من خيار الصحابة والتابعين وأهل الفضل والديانة ، مثل عمرو بن الحمق وحجر بن عدي فيمن قتل ] من [ أمثالهم في أن تكون له العزة والملك والغلبة ، ولله العزة والملك والقدرة والله عزّوجلّ يقول : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) [1] . ومما استحق به اللعنة من الله ورسوله : ادعاؤه زياد بن سمية ، جرأة على الله والله يقول ( ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ) [2] ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : " ملعون من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه " ويقول : " الولد للفراش وللعاهر الحجر " فخالف حكم الله عزّوجلّ وسنة نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم جهاراً ، وجعل الولد لغير الفراش . وللعاهر لا يضرّه عهره ، فادخل بهذه الدعوة من محارم الله ومحارم رسوله في أم حبيبة زوجة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي غيرها من سفور وجوه ما قد حرمه الله ، وأثبت بها قربى قد باعدها الله وأباح بها ما قد حظره الله مما لم يدخل على الاسلام خلل مثله ، ولم ينل الدين تبديل شبهه . ومنه ايثاره بدين الله ودعاؤه عباد الله إلى ابنه يزيد المتكبر الخمير صاحب الديوك والفهود والقرود ، وأخذه البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة والتوعيد والإخافة والتهدد والرهبة وهو يعلم سفهه ويطلع على خبثه ورهقه ،