عن المدينة ، إلا قيل : يولى عبد الله بن جعفر ، لكماله ، ومروءته ، وعلمه ، فمات قبل أن يليه ، وقال محمد بن عمر : ذكرته يوماً لعبد الله بن محمد الطلحي ، فقال : ذكرت المروءة بأكلمها ، وقال ابن حبان : كان كثير الوهم في الاخبار حتى يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات ، فإذا سمعها من الحديث صناعته شهد أنها مقلوبة ، فاستحق الترك . فتعقبه الحافظ الذهبي بأن ذلك اسراف ومبالغة منه ، وكيف يترك وقد أحتج مثل الجماعة به سوى البخاري ، ووثقه مثل أحمد ، وقال ابن حجر : قال أحمد : ثقة ، ثقة ، وقال ابن شيبة : رأيت أحمد وابن معين يتناظران في ابن أبي ذئب والمخرمي ، فقدم أحمد المخرمي ، فقال له يحيى المخرمي شيخ وليس عنده من الحديث بعض ما عند ابن أبي ذئب ، قال ابن شيبة : فقلت لابن المديني بعد ذلك أيها أحب إليك ، قال : ابن أبي ذئب ، وهو صاحب حديث ، وإيش عند المخرمي ، والمخرمي ثقة ، وقال ابن خراش : صدوق ، وقال ابن قتيبة : حدثنا أبو المطرف ، حدثنا المخرمي ثقة ، وقال البرقي : ثبت ، وقال الترمذي : مدني ثقة عند أهل الحديث ، وقال الحاكم : ثقة مأمون ، وليس بابن جعفر المسكوت عنه - يعني المدائني الضعيف - روى عنه مسلم والأربعة ، مات سنة 170 [1] ، فحديثه بمرتبة الصحيح لا الحسن ، والله العالم .
* زيد بن أسلم : هو القرشي ، العدوي ، أبو أسامة ، المدني ، الفقيه ، وثقه الإمام أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم وابن سعد والنسائي وابن خراش وابن

[1] تهذيب الكمال : 14 / 372 رقم 3203 .

371