الفوارس فرواه ، فلم يأت له بدليل ، سوى نصبه وبغضه لأمير المؤمنين عليه السلام ومن يروي فضائله ، ولطالما حكم على عدة من الرواة تسرعاً - بسبب ناصبيته - بوضعهم للروايات ، مع عدم انفرادهم بها ، ومن يسبر كتابه « ميزان الاعتدال » وتلخيصه لمستدرك الحاكم ، يجد الهول في ذلك ، فإما أن يحكم عليه بالجهل ، أو بالكذب والافتراء ، لكثرة ما حكم على كثير من الرواة بالوضع والكذب ، جهلاً أو تجاهلاً .
فعلى سبيل المثال ، ذكر في ترجمة يحيى بن عيسى الرملي ، هارون بن حاتم ، حدثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، مرفوعاً : النظر إلى وجه علي عبادة . قال : لعله من وضع هارون [1] .
قلت : وهذا كذب أو جهل ، فإن الحديث ثابت عن يحيى بن عيسى الرملي ، فاتهام هارون به ، إما جهل بثبوته عن يحيى - وهو بعيد عن الحافظ الذهبي - أو كذب وافتراء وبغض لعلي عليه السلام ومن يروي فضائله ، ولا ثالث ، نسأل الله السلامة .
تخريج الحديث :
قال ابن عساكر : أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد الخياط ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني ، حدثني أحمد بن محمد بن عبد الله وحدي ، حدثني أبو عمرو عثمان بن عمر بن عبد الرحمان الشافعي

[1] ميزان الاعتدال : 4 / 401 .

344