رأيت فقيهاً بالكوفة أفضل من حبان بن علي ، وسئل ابن معين عنه فقال : صدوق ، وقال : إنما تركا - هو وأخيه - لمكان الوديعة ، وقال في موضع آخر : حبان ومندل صدوقان ، وفي موضع ثالث : ليس بهما بأس ، وفي موضع رابع : حبان ليس حديثه بشيء [1] ، وقال ابن عدي : له أحاديث صالحة ، وعامة حديثه افرادات وغرائب ، وهو ممن يحتمل حديثه ويكتب ، وقال العجلي : كوفي صدوق ، وقال الخطيب : كان صالحاً ديّناً ، وقال الذهبي في الكاشف : فقيه صالح الحديث ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال المديني : لا أكتب حديثه ، وقال ابن نمير : في حديثه وحديث أخيه مندل بعض الغلط ، وقال أبو زرعة : ليّن ، وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به ، وقال البخاري : ليس عندهم بالقوي ، وقال النسائي وابن سعد : ضعيف ، وقال الدارقطني : حبان ومندل متروكان ، وقال مرة أخرى : ضعيفان ، ويخرج حديثهما [2] .
قلت : ولم ينفرد حبان بالحديث بل تابعه حجاج بن محمد والنضر [3] بالرواية عن جريج ، واختصرا الحديث .
قال القطيعي : حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا جدي ، حدثنا حجاج بن محمد ، حدثنا ابن جريج ، حدثنا أبو حرب بن أبي الأسود ، عن أبي الأسود ورجل آخر ، عن زاذان ، قال : سئل علي عن نفسه ، فقال : إني أحدث بنعمة ربي ، كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت ، فبين الجوانح مني

[1] إذا عبّر ابن معين بهذه العبارة ، فمعنى ذلك أن أحاديثه قليلة ، كما صرّح بذلك أهل التخصص ، راجع : قواعد في علوم الحديث : 263 تحقيق عبد الفتاح أبو غدة .
[2] تهذيب الكمال : 5 / 339 رقم 1071 .
[3] تاريخ دمشق : 42 / 377 .

231