من علي ، ففعلت ، فقال لي جبرئيل : إن الله قد بنى جنة من لؤلؤ [1] . . . وسرد حديثاً طويلاً ، قلت : رواه إسماعيل ابن بنت السدي عن بشر بن الوليد الهاشمي عنه ، انتهى ، ولفظ العقيلي لا يقيم الحديث ، وليس من أهله ، والحديث موضوع ، ولا أصل له ! ! ! وقد ذكره ابن حبان في الثقات ، فقال : عبد النور بن عبد الله بن سنان ، مولى المسامعة ، كنيته أبو محمد ، من أهل البصرة ، يروي عن عبد الملك ، روى عنه البصريون ، وكأن ابن حبان ما اطلع على هذا الحديث ، الذي له عن شعبة ، فإنه موضوع ! ! ! ورجاله من شعبة فصاعداً رجال الصحيح ، فينظر من دون عبد النور ، وأما جزم الذهبي بأنه هو الذي وضع هذا موهماً أنه كلام العقيلي ففيه ما فيه [2] .
قلت : الجزم بوضع الحديث - بلا دليل قاطع - خلاف الورع والتقوى ، كما أن اتهام الرواة بالوضع كذلك ، وما أكثر ممن اتهم بالكذب والوضع لأنه روى فضيلة لأهل البيت عليهم السلام ، ومنشأ اتهام عبد النور بالوضع روايته هذا الحديث الذي له شواهد ومتابعات وقرائن تشهد بصحته ، وقد استفاضت الروايات عن أهل البيت عليهم السلام بأن زواج علي من فاطمة - عليهما السلام - كان بأمر من السماء ، وليخسأ النواصب ، ومن كان في قلبه مرض إزاء فضائل ومناقب ومآثر أهل الذِّكْر عليهم السلام .

[1] رواه الطبراني في المعجم الكبير : 22 / 407 قال : حدثنا علي بن سعيد الرازي وعبد الرحمن بن الحسين الصابوني ، قالا : حدثا إسماعيل بن موسى السدي ، حدثنا بشر بن الوليد الهاشمي ، حدثنا عبد النور بن عبد الله المسمعي عن شعبة بن الحجاج . . . الحديث .
[2] لسان الميزان : 4 / 77 .

205