ينكره الحافظ ابن معين - إمام الجرح والتعديل - ويتهم رواته بالكذب والافتراء ، بلا دليل ولا حجة ظاهرة ، فحينما روى سويد بن سعيد عن أبي معاوية حديث « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » أنكر عليه ابن معين وتكلم فيه .
قال أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي : سألت الدارقطني عن سويد بن سعيد ؟ فقال : تكلم فيه يحيى بن معين ، وقال : حدث عن أبي معاوية ، عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد ، أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » قال يحيى : وهذا باطل عن أبي معاوية ، لم يروه غير سويد بن سعيد ، وجرح سويد لروايته لهذا الحديث ، قال الشيخ أبو الحسن الدارقطني : فلم يزل يظن أن هذا كما قال يحيى ، وأن سويد أتى أمراً عظيماً في روايته هذا الحديث ، حتى دخلت مصر في سنة سبع وخمسين - يعني وثلاث مئة - فوجدت هذا الحديث في مسند أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي المعروف بالمنجنيقي وكان ثقة ، روى عن أبي كريب ، عن أبي معاوية ، كما قال سويد ، وتخلص سويد وصح الحديث عن أبي معاوية [1] .
ولو سبرنا كتب الرجال لرأينا رواة كثيرين جُرحوا وكُذّبوا واتهموا بالوضع لروايتهم حديثاً ظُنّ أنهم انفردوا به ، سيّما في فضائل علي عليه السلام والعترة الطاهرة ، إذ لا يوصف شخص بأنه : صلب في السنّة ، ومن

[1] تهذيب الكمال : 12 / 254 * تاريخ بغداد : 9 / 230 .

117