العصر ، أبو القاسم البغوي ، قال عمر بن الحسن الأشناني : سألت موسى بن هارون عن البغوي ، فقال : ثقة ، صدوق ، لو جاز لانسان أن يقال له : فوق الثقة ، لقيل له ، قلت : يا أبا عمران ! إن هؤلاء يتكلمون فيه ؟ فقال : يحسدونه ، سمع من ابن عائشة ولم نسمع ، ابن منيع [1] - أي البغوي - لا يقول إلا الحق ، ووثقه النقاش ، وسئل ابن أبي حاتم : عن أبي القاسم ، أيدخل في الصحيح ؟ قال : نعم ، وعن أبي بكر بن عبدان : لا شك أنه يدخل في الصحيح ، وقال الدارقطني : كان أبو القاسم بن منيع قلّ ما يتكلم على الحديث ، فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج ، ثقة جبل ، إمام من الأئمة ، ثبت ، أقل المشايخ خطأ ، وكلامه في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد ، وقال أبو يعلى : أبو القاسم البغوي من العلماء المعمرين ، وعنده مئة شيخ لم يشاركه أحد فيهم ، في آخر عمره لم ينزل إلى الشيوخ ، حافظ ، عارف ، صنّف مسند عمه علي بن عبد العزيز ، وقد حسدوه في آخر عمره ، فتكلموا فيه بشيء لا يقدح فيه ، مات سنة 317 وقد استكمل مئة سنة وثلاث سنين وشهراً واحداً [2] .
* داود بن رشيد : هو الهاشمي ، مولاهم ، أبو الفضل الخوارزمي ، سكن بغداد ، وثقه يحيى بن معين وابن سعد وابن عساكر ، والذهبي وابن حجر ، وقال أبو حاتم : صدوق ، وقال الدارقطني : ثقة نبيل ، وذكره ابن حبان في

[1] وأحمد بن منيع جده من إمه .
[2] سير أعلام النبلاء : 41 / 441 رقم 247 .

108