نام کتاب : فضائل أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : ابن عقدة الكوفي جلد : 1 صفحه : 62
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، عن أبيه عن جده علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، قال : لما رجعت فاطمة إلى منزلها فتشكت وكان وفاتها في هذه المرضة ، دخل إليها النساء المهاجرات والأنصاريات ، فقلن لها : كيف أصبحت يا بنت رسول الله ؟ فقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكم ، قالية لرجالكم ، شنأتهم بعد إذ عرفتهم ، ولفظتهم بعد إذ سبرتهم ، ورميتهم بعد أن عجمتهم ، فقبحا لفلول الحد وخطل الرأي وعثور الجد ، وخوف الفتن : * ( لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ) * [1] ، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها ، وشننت عليهم عارها ، فجدعا وعقرا وبعدا للقوم الظالمين ، ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوة ومهبط الروح الأمين بالوحي المبين ، الطبين بأمر الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين ! ما الذي نقموا من أبي حسن ؟ نقموا - والله - منه شدة وطأته ونكال وقعته ، ونكير سيفه ، وتبحره في كتاب الله ، وتنمره في ذات الله . وأيم الله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول الله لاعتلقه ثم لسار بهم سيرا سجحا ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلا رويا صافيا فضفاضا تطفح ضفتاه ، ثم لأصدرهم بطانا قد تخير لهم الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعه سورة الساغب ، ولانفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، ولكنهم بغوا فسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون . ألا فاسمعن . ومن عاش أراه الدهر العجب ، وإن تعجبن فانظرن إلى أي نحو اتجهوا ؟ وعلى أي سند استندوا ؟ وبأي عروة تمسكوا ؟ ولمن اختاروا ؟ ولمن