responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائل أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : ابن عقدة الكوفي    جلد : 1  صفحه : 111


وجعل كفه تحت الصحفة وشالها إلى منكبه ، وجعل يجري بها كما ينحدر سحاب في صبب فوضع الصحفة بين أيدي المنافقين ، وكشف الغطاء عنها ، والصحفة على حالها لم ينقص منها ولا خردلة واحدة ، ببركة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما نظر المنافقون إلى ذلك قال بعضهم لبعض ، وأقبل الأصاغر على الأكابر وقالوا : لا جزيتم عنا خيرا ، أنتم صددتمونا عن الهدى بعد إذ جاءنا ، تصدونا عن دين محمد ، ولا بيان أوثق مما رأينا ، ولا شرح أوضح مما سمعنا ؟ وأنكر الأكابر على الأصاغر ، فقالوا لهم : لا تعجبوا من هذا ، فإن هذا قليل من سحر محمد . فلما سمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) مقالتهم حزن حزنا شديدا ، ثم أقبل عليهم فقال : " كلوا ، لا أشبع الله بطونكم " . فكان الرجل منهم يلتقم اللقمة من الصحفة ويهوي بها إلى فيه ، فيلوكها لوكا شديدا يمينا وشمالا ، حتى إذا هم ببلعها خرجت اللقمة من فيه كأنها حجر .
فلما طال ذلك عليهم ضجوا بالبكاء والنحيب ، وقالوا : يا محمد . قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا محمد ! قالوا : يا أبا القاسم . قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا أبا القاسم ! قالوا : يا رسول الله . قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لبيكم . وكان ( صلى الله عليه وآله ) إذا نودي باسمه يا أحمد يا محمد ، أجاب بهما ، وإذا نودي بكنيته ، أجاب بها ، وإذا نودي بالرسالة والنبوة أجاب بالتلبية . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " ما الذي تريدون ؟ " . قالوا : يا محمد ، التوبة التوبة ، ما نعود - يا محمد - في نفاقنا أبدا . فقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) على قدميه ، ورفع يديه إلى السماء ، ونادى : " اللهم إن كانوا صادقين فتب عليهم ، وإلا فأرني فيهم آية لا تكون مسخا ولا قردا " . لأنه رحيم بأمته .
قال : فما أشبه ذلك اليوم إلا بيوم القيامة ، كما قال الله عز وجل : * ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) * [1] فأما من آمن بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) فصار وجهه كالشمس عند



[1] سورة آل عمران : 106 .

111

نام کتاب : فضائل أمير المؤمنين ( ع ) نویسنده : ابن عقدة الكوفي    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست