طالب « عليه السلام » بين الصفين ، ثم قال : أما بعد ، أيتها العصابة التي أخرجتها عادة المراء والضلالة ، وصدف بها عن الحق الهوى والزيغ ، إني نذير لكم أن تصبحوا غداً صرعى بأكناف هذا النهر ، أو بملطاط من الغائط ، بلا بينةٍ من ربكم ، ولا سلطان مبين . ألم أنهكم عن هذه الحكومة ، وأحذركموها ، وأعلمكم أن طلب القوم لها دهن منهم ، ومكيدة . فخالفتم أمري ، وجانبتم الحزم فعصيتموني ، حتى أقررت بأن حكمت ، وأخذت على الحكمين ، فاستوثقت ، وأمرتهما أن يحييا ما أحيا القرآن ، ويميتا ما أمات القرآن ، فخالفا أمري ، وعملا بالهوى ، ونحن على الأمر الأول ، فأين تذهبون ، وأين يتاه بكم » . ثم تذكر الرواية : أن خطيبهم طلب من علي « عليه السلام » أن يتوب من الكفر كما تابوا ، فقال علي « عليه السلام » : « أصابكم حاصب ولا بقي منكم وابر ، أبعد إيماني بالله ، وجهادي في سبيل الله ، وهجرتي مع رسول الله « صلى الله عليه وآله » أقر بالكفر ؟ ! لقد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين ، ولكن منيت بمعشر أخفّاء الهام سفهاء الأحلام ، والله المستعان » . ثم حمل عليهم ، فهزمهم [1] وسنتحدث عن بعض تفاصيل الحرب فيما يأتي .
[1] الموفقيات ص 325 و 327 والخطبة موجودة في تاريخ الأمم والملوك ج 4 ص 62 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 1 ص 458 والإمامة والسياسة ج 1 ص 109 والمستدرك على نهج البلاغة ص 68 راجع الأخبار الطوال ص 207 و 208 .