العراق . . بعد الفتح : نظرة عامة : لقد فتح العراق في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ؛ ليواجه الحياة العسكرية ، بكل ما لهذه الكلمة من معنى ، حيث أخذ على عاتقه مهمة تأمين القوى الكافية للفتوحات ، وتحمل الكثير من النفقات التي تتطلبها الحروب المتوالية . كما أنه قد كان على العراق أن يتقبل شاء أم أبى كل تلك الآثار النفسية والاجتماعية ، التي ترافق حياة هذا طابعها . هذا بالإضافة إلى عدم توفر عناية كافية ، ممن سبقوا أمير المؤمنين « عليه السلام » بالتربية الإسلامية ، والتأهيل لاستيعاب التعاليم الإلهية ، ثم التفاعل معها بالشكل المناسب والمقبول ؛ بحيث يتحول ذلك في داخلهم إلى طاقة عقائدية ، تشحن وجدان الإنسان وضميره بالمعاني السامية والنبيلة ، ولينعكس ذلك من ثم على كل سلوكه ومواقفه ، وتغني روحه وذاته بالقيم والمعاني الإسلامية السامية ، وتؤثر في صنع ثم في بلورة خصائصه الأخلاقية على أساس تلك المعاني التي فجرتها العقيدة في داخل ذاته ، وفي عمق ضميره . . وبعد كل ذلك الذي قدمناه . . فإن من الطبيعي أن يصبح الجهل الطاغي والروح القبلية ، والمفاهيم الجاهلية ، والمآرب والأهواء الشخصية