هذا بالإضافة إلى : أن هدم أساس الإسلام ، وطمس معالم الدين كان من أهدافهم ، ومن الأولويات لهم في سياساتهم . . ولم يكن هذا الأمر هدفاً صريحاً مباشراً للخوارج ، وإن كانت مواقفهم وممارساتهم وأقاويلهم وأباطيلهم الناشئة عن الجهل والهوى ، تؤدي إلى ذلك ، وتنتهي إليه ، وسيأتي توضيح ذلك تحت عنوان : مقارنة بين بني أمية والخوارج . . وعلى كل حال ، فإنهم وإن كانوا يسعون للحصول على شيء من حطام الدنيا ، فإن ما يطلبونه في الغالب كان من الأمور الحقيرة والصغيرة ، ولم تكن ثمة طموحات كبيرة إلا لدى الرؤساء ، الذين كانوا يسعون إلى السلطة ، كما تدل عليه بعض النصوص التي سجلها التاريخ عن بعض أولئك الزعماء ، وفي حربهم لعلي أمير المؤمنين « عليه السلام » ، قد زين لهم الشيطان : أنهم ظاهرون . . د : تصلب الخوارج ضد علي « عليه السلام » : إن ما كان يبدو عليهم من تصلب في المواقف ضد أمير المؤمنين « عليه السلام » ، فإنما كان بسبب ما كانوا يجدونه في أنفسهم من حنق وحقد ، كما عن الإمام الصادق « عليه السلام » . ولعل ذلك يرجع إلى أنهم لم يجدوا معه « عليه السلام » مجالاً لتحقيق كثير من المآرب التي كانوا يطمحون إلى تحقيقها ، حتى انهم في حرب الجمل لم يتمكنوا من الحصول على السبايا بسببه « عليه السلام » ، فأعلنوا عن سخطهم ، وعدم رضاهم ، كما ذكرناه في موضع آخر من هذا الكتاب .