وعلى كل حال ، فإنه « عليه السلام » قد أوضح مراده من هذا النهي في نصوص أخرى ، فقد روي عنه « عليه السلام » أنه سمع رجلاً يسب الخوارج ، فقال : « لا تسبوا الخوارج . . إن كانوا خالفوا إماماً عادلاً أو جماعة ، فقاتلوهم ، فإنكم تؤجرون في ذلك ، وإن خالفوا إماماً جائراً ، فلا تقاتلوهم ، فإن لهم بذلك مقالاً » [1] . وفي نص آخر : « أما إذا خرجوا على إمام هدى فسبوهم ، وأما إذا خرجوا على إمام ضلالة ، فلا تسبوهم ، فإن لهم بذلك مقالاً » [2] . وتفصيل الكلام فيما نفهمه من أسباب نهيه « عليه السلام » عن حربهم ، على النحو التالي : أهداف علي « عليه السلام » في قتال الخوارج : إن من الواضح : أن علياً « عليه السلام » قد واجه الخوارج بالحرب ، بعد أن خرجوا على امامهم ، ونقضوا البيعة ، وأفسدوا في الأرض ، وأخافوا السبيل ، وبدأوه بالقتال . فأقام عليهم الحجة ، ثم قاتلهم . وكان قتاله « عليه السلام » لهم يهدف إلى عدة أمور ، نذكر منها : 1 - دفع غائلة افسادهم في الأرض ، وتعديهم على الحرمات ، ومنعهم من ارتكاب الجرائم والموبقات ، وإشاعة حالة الأمن والسلام في الأمة . .
[1] راجع : كنز العمال ج 11 ص 39 عن خشيش في الاستقامة ، وابن جرير . والتهذيب للشيخ الطوسي ج 6 ص 145 ومصادر نهج البلاغة ج 2 ص 40 عنه وعلل الشرايع ص 218 والبحار ط قديم ج 8 ص 581 والوسائل ج 11 ص 60 . [2] كنز العمال ج 11 ص 310 عن ابن جرير و 309 عنه وعن خشيش في الاستقامة .